صدق النوايا / بيداء الموزاني

 صدق النوايا

بيداء الموزاني
عندما تتشاطر زوايا حديث مع شخص ما ماذا يأسرك في كلامه ؟
_ البعض يقول انه متحدث لبق
_ والبعض يقول اسلوبه جميل بطرح المواضيع وتوصيل الفكرة .
_ صوته واضح ومؤثر
_ اختياره لموضوع كلامه جميل ومشوق
_ الخ من الاراء
وعني اكثر ما يحببني ويشدني ان المس الصدق في نبرة الصوت وموسيقى الحروف ومؤمنة ان الكلمة التي تخرج من القلب تصل للقلب .
من أجمل الصفات التي يتحلى بها الإنسان هي الصدق، الصدق بالقول والفعل وحتى بالمشاعر، فهي تجعل المرء مطمئن بكل مايفعل ويقول وتُحبب الناس به
والصدق غير قابل للتجزئة، فلا يكون الإنسان صادقًا مع بعض الناس وغير صادق مع الآخرين، وأيضًا فهو ثابت على مر الأيام فلا يصح أن ألتزم به اليوم وأتغاضى عنه غدًا. وهذا يعني أن الإنسان الصادق لا يبذل مجهودًا كبيرًا في التمسك به، فهو جزء من طبيعته وخصاله. فالصدق هنا تمتد جذوره داخل نفس الإنسان، فيكون أمينًا معها يعرف قدرها لا يبالغ فيه ولا ينقص منه، لا يلون آراءه حسب هوى الآخرين أو مناصبهم. وهو في هذا قد يواجه مواقف صعبة تتطلب شجاعة أدبية وحنكة في التعامل  مع عدم التخلي عن قول الحقيقة.
الصدق لا يتمشى مع النفاق فمن كذب في المحادثة وخان الأمانة وأخلف الوعد فهو غير صادق مع ذلك فلا نستطيع تكوين رأي صحيح عنه إلا إذا استمر في الكذب والخيانة وعدم احترام الوعود حتى دون عذر.
الصدق صفة جميلة، ترفع من قيمة صاحبها وتُعلى من شأنه ومن تقدير الآخرين واحترامهم له، إلا أن صدق الإنسان مع الآخرين يأتى من صدق الإنسان مع نفسه
الصدق مفردة عذبة تضيف على القلب راحة، وتقع على السمع وقع النشيد الطيب الذي يعطي معاني خلاقة تفضي الى مشاهد طيبة تعمل على الاشراق.
والصادق محبوب عند الله وبين الناس  ومن صفات وألقاب رسول الله الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) الصادق الامين.
فحري بالمجتمع الانساني أن يتحلى بهذه الصفة وينشرها في كل المجالات
ومن اجمل ما قيل في الصدق
مقولة الامام علي (عليه السلام)
(النجاة في الصدق)
لان صدق الانسان مع ربه ومع نفسه ومع من حوله يحميه من شيطان نفسه ويركب سفينة نجاته بنفسه