سويف خلف والجيش الثالث
سويف خلف والجيش الثالث...
راهي الحاتم
على وقع تسارع الاحداث الدموية المؤلمة في فلسطين المنكوبة وبالاخص في غزة التي تنهمر عليها قنابل العدوان الصهيوني كالسيل العارم ليلا ونهارا، اجد روحي وفكري مشدودا بحرقة اعصاب الى الاخبار، فاتصفح مواقع النت وكل قنوات اليوتيوب حتى ساعة متاخرة من الليل لعلي احظى بما يثلج صدري من خبر لتصدي هنا او لقصف صاروخي هناك ضد القوات المجرمة، واحيانا اخرى يصيبني اليأس الجاء الى القنوات الفضائية اتسمر امامها اتفاعل معها واعيش لحظة الموقف ومن خلال مشاهداتي وبالصدفة وجدت نفسي اشاهد قناة النيل المصرية وفوجئت بعرض برنامج او تقرير عن قدرات وجهوزية الجيش المصري الثالث، والتي كانت صورته مرعبة، ومهيبة جدا بقدرات قتالية مميزة.
في غمرة شعوري بالنشوة ولان دولة عربية تملك هكذا جيش اسطوري لا يُقهر سالت نفسي : اذا لم يستخدم هذا الجيش الذي يتمركز بسيناء ضد اسرائيل اليوم، فهل سياتي اليوم الذي نحتاج فيه الى هذه الجهوزية؟
وفي هذه اللحظة تذكرت حكاية (سويف خلف )التي طالما كنت ارددها مع اصدقائي ومعارفي عندما يسألوني عن صحتي واحوالي وقصة سويف خلف معروف هنا عندنا في جنوب العراق ،وهذا السيف فقط يلمع، لايجرح ولا يخوف فقط خلف يلمع فيه وكلما يسألونه يقول لايام( الضيج)،وما اكثر الايام العصيبة التي مرت على الامة ولم يغامر بالتصدي للاعداء بسيفه الذي قد يبقى لامعا لايام (ضيج) قد تاتي وقد لا تأتي وكله في علم الغيب.
وايضا ما يؤلم اكثر ان هناك جهات لها مسميات بلا معنى يجتمعون ويقررون، اجتماعات خيالية، وقررارات عشوائية، همهم الأكبر أن ترضى قوى الاستكبار عنهم .
من تلك الجهات والواجهات الجامعة العربية التي اسمها عكس فعلها والاسم الملائم لها الجامعة (العبرية)، فيا ترى هل تجرؤ هذه الجامعة أن تعقد اجتماعًا استثنائيًا وتصدر قرارًا بوقف العدوان لا نعلم !!!
اقولها لكل العرب ان تعوزكم الشجاعة فتشبهوا بالشجعان بعد ان اصبح (طوفان الاقصى )، الإمتحان العسير أصبح وكأنه أشعة تحت الحمراء، قد كشف كل شيء وجعلت العالم ينقسم قسمين بغض النظر عن دينهم وعرقهم، فإنسانية الإنسان تُعرف بالمواقف والوقوف مع المظلوم، لكن لاحياة لمن تنادي ،ومع تلاحق الاحداث والمواقف ومن المفارقات ذات الصلة، تلك التي إرتبطت بسلوك إمرأتين، واحدة تدعّي العروبة والإسلام، وأخرى من كوبا لاصلة لها بالعروبة والإسلام.
الأولى هي ممثلة الحمارات العبرية (الإمارات) في الأمم المتحدة حيث وقفت تدافع عن الصهاينة أكثر من الصهاينة أنفسهم، ووصفت الفلسطينيين بالمتوحشين، وما كان يعوزها الّا أن تشق جيبها، وتنتف شعرها، وتنادي بالويل والثبور وتصرخ (وا إسرائيلاه). والثانية إمرأة كوبية تختلف عنا بالدين والقومية، لكنها تشترك معنا بالإنسانية والمظلومية، وقفت في المؤتمر لتدافع عن فلسطين المظلومة، وكأن القصف الصهيوني قد طال بيتها، وكأن فلسطين هي وطنها.
فعندما أمر ممثل الصهاينة الوقوف دقيقة صمتٍ على أرواح الهالكين من الصهاينة، إنتفضت السيدة الكوبية الشجاعة مخاطبةً رئيس الجلسة.إننا لسنا في سيرك سياسي، وأنت المخول الوحيد الذي بإمكانك أن تطلب الوقوف دقيقة صمت وليس غيرك، واذا كانت هناك حاجة للوقوف، فلنقف إكراماً لأرواح ضحايا فلسطين.
وكان لها ذلك، وعند الإنتهاء من الأمر ضجت القاعة بالتصفيق الحار.
ماذا نقول لتلك السيدة الشجاعة التي عجزت عن الإقتراب من شجاعتها حكومات وشعوب عربية هزيلة ؟
نقول لها؛ إن حذاءك يشرف ممثلة الحمارات وكلَّ عميلٍ وجبان من حكامٍ عرب ومسلمين وتوابعهم ممن وقفوا مع الصهاينة.
تحية حبٍ وإحترام للشعب الكوبي المناضل رداً لموقف هذه المراة الشجاعة .
اخيرا اود ان انهي ما سردت من مواقف واحداث ،بكلمات للرئيس الامريكي الذي استشهد بها وهي لاتليق به وهو يمثل اكبر قوة في العالم والتي تدعي فيها هي راعية لحقوق الانسان والديمقراطية في العالم الحر والذي يقول فيها : قتل امرٍ في غابة جريمة لاتغتفر
وقتل شعبٍ كامل مسألة فيها نظر ...
إرسال تعليق