العربية والعالمية

سلطان البهرة وجهوده في ترميم المساجد التاريخية وأضرحة ال البيت

سلطان البهرة وجهوده في ترميم المساجد التاريخية وأضرحة ال البيت

متابعة – وكالة الوسق الاخبارية

14 مايو 2024

شهدنا زيارة سلطان طائفة البهرة في الهند، “مفضل سيف الدين”، إلى القاهرة وحضوره افتتاح مسجد السيدة زينب ومنحه الرئيس السيسي وسام النيل. يقوم السلطان وطائفة البهرة بترميم المساجد والأضرحة التابعة لآل البيت، وكذلك المساجد التاريخية في القاهرة، بالإضافة إلى المشاريع التنموية والخيرية.

من هم طائفة البهرة؟

كلمة “البهرة” تعني التاجر، وتنص كتب البهرة على أنه لا يمكن لأي سلطان جديد أن يتولى زعامتهم إلا بموافقة وتعيين من السلطان السابق. “مفضل سيف الدين”، المولود في الهند، هو السلطان البهرة الحالي والابن الثاني للسلطان البهرة الراحل الدكتور محمد برهان الدين. عين نجله خلفًا له (وليًا للعهد) قبل وفاته بسنتين في عام 2011.

الداعي وليس السلطان

في أدبيات الطائفة، لا يُطلق عليه لقب “سلطان” بل يُعرف بـ “الداعي”، وهو الداعي الخامس والثلاثون للطائفة، ويُعرف أتباعه بـ “الداعي” أو “مولانا”. منحته جامعة كراتشي الباكستانية شهادة الدكتوراه في الآداب في 8 سبتمبر 2015 تقديرًا لجهوده الخيرية في تعزيز الروابط الإنسانية بين المسلمين.

جائزة السلام العالمية

حصل أيضًا على جائزة السلام العالمية من الهند في 23 سبتمبر 2015، تقديرًا لجهوده في تعزيز الحريات الإنسانية وتحقيق العدالة الاجتماعية، وجهوده في إنشاء مشروع لتوزيع الغذاء والأمن الغذائي في جميع أنحاء العالم (فيض الموائد البرهانية)، ودعم دور المرأة الاجتماعي والاقتصادي.

الامام نزار

طائفة البهرة هي طائفة إسلامية شيعية إسماعيلية تؤمن بالإمام أبو القاسم “المستعلي بالله” الفاطمي، ضد أخيه نزار المصطفى لدين الله، بعد وفاة والدهما الخليفة المستنصر بالله عام 1094، الذي اختار ابنه المستعلي كواليًا، مما أدى إلى نشوب خلاف بين الأخوين انتهى لصالح الطائفة المستعلية.

صلاح الدين الأيوبي

هزمت الدولة الفاطمية على يد صلاح الدين الأيوبي الذي أسس الدولة الأيوبية وطردهم من مصر. تضم الطائفة أيضًا أقلية سنية، وخلال القرنين العاشر والثاني عشر حكموا أجزاء كبيرة من العالم الإسلامي من شمال إفريقيا إلى باكستان.

الانتشار في العالم

انتشروا حول العالم، وتخصصوا في تجارة الورق والمنتجات الغذائية والرخام، وكانت أول محطة لهم في اليمن. نظرًا لنشاطهم الملحوظ في التجارة بين اليمن والهند، نجحوا في كسب شعبية كبيرة لدى الهندوس. وأصبحت الهند مقرًا رئيسيًا للطائفة حول العالم، وانتشروا بعد ذلك ليشكلوا جماعات في أكثر من 40 دولة حول العالم، بما في ذلك مصر والإمارات وخاصة دبي، وتوجد تجمعات كبيرة لهم في باكستان واليمن وشرق إفريقيا والشرق الأوسط. وزاد عددهم في أوروبا وأميركا الشمالية وجنوب شرق آسيا وأستراليا.

فرقتى البهرة

ينقسم “البهرة” إلى فرقتين: “البهرة الداوودية”، نسبة إلى داود برهان الدين بن قطب شاه، وينتشرون في الهند وباكستان بعد نقل مركزهم من اليمن في القرن العاشر الهجري. والسلطان الحالي لهم هو مفضل سيف الدين، ومركزهم الرئيسي اليوم هو مومباي. و”البهرة السليمانية”، ومركزها في اليمن.

التقويم القمرى

يعتمد أعضاء طائفة البهرة التقويم القمري الإسلامي بصيغة خاصة تم تطويرها منذ عهد الفاطميين، ويعتمد على حسابات فلكية لتحديد بدايات الأشهر. يحتفلون بعيدي الفطر والأضحى والمولد النبوي الشريف ويوم غدير خم (١٨ ذي الحجة).

البهره وعبد الناصر

بالنسبة للعلاقة بين طائفة البهرة ومصر، فلم يلقوا إعجابًا كبيرًا من المصريين حتى جاء الرئيس عبد الناصر ليسمح لهم بممارسة عقيدتهم بحرية، ووافق على صيانة وترميم مساجد آل البيت.

البهرة والسادات ومبارك

في عهد الرئيس السادات، زار رئيس البهرة مصر لأول مرة، وقاموا بترميم مسجد الحاكم بأمر الله. وكان ذلك نهجًا للرئاسة المصرية في مناسبات مختلفة منذ ذلك الحين. واستقبله الرئيس مبارك ثلاث مرات خلال فترة حكمه.

لماذا يهتمون بالمساجد التاريخية؟

يكرس أعضاء طائفة البهرة جهودهم لإحياء ما يتعلق بالفاطميين من قبور ومساجد، ويدفعون أموالًا طائلة لترميم مساجد آل البيت باعتبارها جزءًا من تاريخ وإرث أجدادهم الفاطميين في مصر.

مقامات ال البيت

ساهم سلطان البهرة بجهود كبيرة في ترميم وتجديد مقامات آل البيت في مصر، وعدد من المساجد التاريخية. شاركت طائفة البهرة قبل 30 عامًا في ترميم المسجد الأقمر بشارع المعز، ومسجد السيدة رقية، وتم ترميم مسجد سيدنا الحسين في عام 2022، وكذلك مسجد الجيوشي، وهو أحد أقدم المساجد الفاطمية في مصر، وضريح السيدة نفيسة.

تراث اجدادهم الفاطميين

طائفة البهرة تولي اهتمامًا خاصًا للمساجد التاريخية لأنها تعتبر جزءًا من تراث أجدادهم الفاطميين في مصر، وتعكس تاريخهم وهويتهم الدينية. وقدم سلطانهم جهودًا كبيرة في هذا الصدد، بما في ذلك التبرع بموارد مالية لإحياء هذه المعالم التاريخية الهامة.

هذا يعكس التزام طائفة البهرة بالحفاظ على تراثها وتاريخها الديني، والسعي لإحياء المواقع الدينية والثقافية ذات الأهمية بالنسبة لهم وللمسلمين بشكل عام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى