بيداء الموزاني
المواقف تكشف الوجه الحقيقي للبشر
بيداء الموزاني
حياتنا تشبه المسرح الكبير يصعب على أحدنا أن يدرك فيه حقيقة الآخرين وما تضمر نفوسهم نحونا وما تخفيه مالم نتعرض أو نعيش مواقف صعبة تتطلب وضوح وصدك المشاعر ، وإن كانوا المعنيين(الاخرين) أشخاص غالبا يعتبروا من أساسيات دعائم يومنا اذ نتعامل معهم بشكل متكرر ومستمر ويومي، ولأنهم غير حقيقين وصادقيين في نواياهم ومشاعرهم فإنهم يرتدون فقط الاقنعة الجميلة والجذابة كي يبرهوننا ويخدعوننا بها التي هي بالحقيقة أبعد ما يكون عن شخصيتهم والوجه المعكوس لحقيقتهم؛ كقناع المحبة على سبيل المثال، فلربما يحمله من في قلبه الكره والحقد والحسد تجاهك دون أن تدري، وقناع الصداقة فمن تعتقد أنه اقرب اصدقائك وتأتمنه سرك وتشاركه فرحك هو اكثر من ينضر لك بعين الحسد ويحفر لك الحفر كي يسقطك وغيرها من الأقنعة التي هي في الحقيقة مشاعر سوداء مضمرة ومدفونة في قلوب أناس اعتبرتهم الأقرب لك. تلك المشاعر لا تظهر من دون مواجهة المواقف الحياتية التي لا تحتمل الزيف والخداع، فكثيرون من نجدهم معنا في مقدمة الصفوف في السراء، لكنهم في الضراء يتراجعون للخلف، بل وقد يغيبون عن الأنظار فيهربون عنا ويتخلون عن كل ما كانوا يبرزونه في لحظات السعة والرغد، فالظروف القاهرة والمأساوية هي الوسيلة الوحيدة لكشف حقيقة من إدعى نبل
المواقف هي وحدها من تكشف الأقنعة، والتعامل هو من يكشف لك الحقيقة، فمن رام معرفة صدق الوجوه فليتأمل في المواقف، وليتأمل أصحابها، سترى حقيقة الوجوه عند حاجتك، وفي مصيبتك، وفي مصلحة صاحبك، فبعضهم من يقدم مصلحته على صحبتك، وبعضهم من يتخلى عنك وأنت في أمسّ الحاجة إليه.
وقديما قيل:
جــزى الله الشـدائد كـل خير
عرفت بها عدوي من صــديقي
احسنتم النشر حقيقة تاريخية ثابتة