التأني
بيداء الموزاني

لقد شاعت في حياتنا الكثير من  الصور السلبية هذه الأيام  ومن أهمها عدم التأني فكثرت الشكوى منها.
ومن تداعياتها الخطيرة العجلة في إنجاز الأعمال دون إتقان والتسرع في الحكم على الأمور دون فهم أو وعي .
وتجسد هذه الصورة السلبية التي نراها في سلوكيات الجميع وخاصة الشباب غياب  قيمة التريث والتمهل وعدم التعجل.
ومن الأفضل بل  ضروري غرس قيمة التأني في نفوس أبنائنا منذ الصغر وتعويدهم على التفكير الهادئ والعمل المتقن، ولا نتعجل منهم النتائج لكن : كثير من الآباء والأمهات للأسف يفرضون حالة من التوتر والقلق على أولادهم من خلال مطالبتهم بسرعة إنجاز واجباتهم الدراسية وسرعة استذكار دروسهم، وسرعة إنجاز الأعمال الأخرى التي يطلبونها منهم، وهنا ينشأ الإنسان منذ صغره متعجلا لا يفكر بهدوء، ولا ينجز أعماله ولا يؤدي واجباته بروية بل هو متسرع في كل شيء . . لا يحسن عمل أي شيء، وهذا الأسلوب الخاطئ في التربية النفسية يسيطر على سلوكياتهم طوال حياتهم.فكم من الحماقات ترتكب بسبب التهور وعدم التأني، وكم من الصداقات تقطعت بسبب التسرع والتهور والعجلة، وكم من المشكلات تقام لهذا السبب، وكم من البيوت تهدم لهذا السبب ايضا!