غير مصنف

سيدة الرافدين

سيدة الرافدين

 

الوسق الاخبارية _دبي 
قصيدة جميلة ورائعة للشاعرة السورية عبير طليبه ..
الوو..بغداد؟
يا سيدةَ الرافدينِ هلاّ أعدْتِّي لِي قَـلبي؟
فالصدرُ خاوٍ والروحُ شيّعتْ نبضي
حبيبي الذي أهوى سَقَطَ سَهواَ
مابين نَخيلُكِ وَبين شارعِ المتَنَبّي
يقرءُ الشِّعر كترتيلٍ ويشربُ القهوَه
بيمينِهِ قداحةٌ رنانةٌ لونُها فِضِّي
وسيجارَةٌ تحترقُ بين خَوفهِ وقَـلَـقي
فأتعرّقُ وَجلاً أتبتَّلُ إلى ربِّي
أتيتُ إليكِ بغدادُ أرجوا مُعيناً
يزيلُ همي ويُثلِجُ ما صَنعَ تَعَبي
بغدادُ.. رجلي يُشبهُ شوارعُكِ العتيقه
يشبهُ حضارة بابلٍ في رواياتِ الكُتبِ
فدعيني أسهِبُ بشَوقي إليهِ وَ وَصْبي
سيدةَ الرفدين حبيبي لا يُشبِهُ الرَّجالَ
ففي هيْبَتِه شيخٌ وقورٌ قَـلبُـهُ صَبي
على كتفيهِ يحمِلُ سَبْعةَ عَوالِمٍ
وخُطوطُ كفّيْهِ تَحمِلُ صُورةَ أَبِي
أحاديثُه تاريخيةٌ كجسرِ المأمونِ
وقصائدُه تنافسُ بجمالها العَتَبي
 ملامِحهُ يغارُ مِن ضَوحِها اللبنُ
وعلى هضبةِ وجـنَـتَـيْـهِ ينهارُ غضبي
بغدادُ سيِّدتي هل رأيْتِ عَينَيه ؟
كدجلةَ والفراتَ بينهما سيفٌ ذَهَبيْ
أحداقُه التي تلمعُ كنَياشِينِ السماءِ
إن تبسّم ترامت علىَ ثَغرهِ شهُـبي
وأنا أمامَهُ طِفلةٌ تارةً بِجَدائِلي ألعَبْ
وتارةً كمسيحٍ على صليبٍ خَشبِي
صوتُه يُشبِهُ مآذِنُــكِ حِينَ تَـتَـشَـهَّـد
وأنا سَماءٌ تَلَبّدَتْ بِكَثيفِ سُّحُبي
فأخِرُّ عندَ مِحْرابِهِ أرتجي بُشرى
عَـلَّ هِلاليُّ العينِ يَرمِيَني بِالرُّطَبِ
أو سأرمي بنذوري عند المقامِ الأمثل
هناك أرمي بِعُلّتي وأُفـيضُ عَـتَبي
يا سيدةَ الرافدينِ يا شامِخةً كمَعبدْ
هل قبّلَكِ ذو الضفتينْ مُسدِلِ الهُدْبِ
ضفةٌ تولِج الليل بالنهارِ صُبحاً
وضفةٌ تُبيح أسرارَ رجلٍ عَربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى